المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٦

ثلاثُ قصائد من فنلندا

صورة
1921-1995 Eeva-Liisa Manner سأريك الطريق الذي قطعته، حتى إذا عدت إذا عدتَ يوماً ما فإبحث عنّي. أترى كيف تتغير الأشياء خلال لحظات صغيرة تغدو أقلّ ضجّة وأكثر اعتياديّة, مثل رسمة لطفل، أو أوجه الحياة البدائيّة، أو أبجديّة الروح. سوف تعود لمنطقة دافئة طريّة وضبابيّة، لكني لن أكون ذاتي حينها، سأكون الغابة. Bo Carpelan  1926- 2011 هناك, على طرف الحائط الاسمنتي هناك, على طول طريق الإسفلت في السماء المضيئة ،حيث تزهر رائحة فيلم محترق ،انحنيت للإمام :وضممتُ يدي ،فهربت دعسوقة تسلّلت بعيداً مثل لوحة فوضويّة من السعادة .تحومُ بين الظلال ونور الشمس مددتُ يدي ببطء وكأني أرقص, فلامَستْ أطراف أصابعي، وقفَتْ عليها ثُمّ طارت فجأة, فرأيت، مثل ومضة، كل هذا الجمال الشاسع للكون. Edith Södergran  1892- 1923 تشرق الشمس الحمراء .دون أيّ نيّة .تشرق علينا كلّنا بذات النور ونحن نلعب كالأطفال .تحت هذه الشمس يوماً ما، سوف يتبعثر رمادنا، ليس مهماً، فالشمس تتوغل إلى أعماق قلوبنا الآن، وتملؤها بالنسيان؛ نسيان حادّ، مثل غابة، مثل شتاءٍ أو بحر.

من تأملات كافكا- نزهة في الجبل

صورة
لا أعرف. بكيت بصوت غير مسموع. إني لا أعرف حقاً . إن لم يأتي أحد, فلا يأتي. لم أؤذِ أحداً في حياتي ولم يؤذني بالمقابل. رغم ذلك, لا يرغب أحد بمساعدتي. لا أحد تلو لا أحد. لكن هذا ليس كل شيء. بالحقيقة لم يأتي لمساعدتي سوى اللا أحد.  إني أرغب كثيراً _ولمَ لا؟_ أن أذهب في نزهة مع حشد من ال ‘لا أحد‘ إلى الجبل, فلا مكان أنسب.  الطريقة التي سيتجمع بها هؤلاء اللا أحد; أيديهم المتشابكة والمتعانقة; أقدامهم الكثيرة والمفصولة بخطوات دقيقة جداً وبذلاتهم الرسميّة. نمشي غير عابئين بالعالم, وستمر الريح بإندفاع في أطرافنا وبين الفجوات التي تفصل أحدنا عن الآخر. وستكون حناجرنا حرّة بشكل مطلق في الجبل! إنها لمعجزة أننا لا ننفجر بالغناء!