من تأملات كافكا- نزهة في الجبل

لا أعرف.
بكيت بصوت غير مسموع.
إني لا أعرف حقاً. إن لم يأتي أحد, فلا يأتي. لم أؤذِ أحداً في حياتي ولم يؤذني بالمقابل. رغم ذلك, لا يرغب أحد بمساعدتي. لا أحد تلو لا أحد. لكن هذا ليس كل شيء. بالحقيقة لم يأتي لمساعدتي سوى اللا أحد. 
إني أرغب كثيراً _ولمَ لا؟_ أن أذهب في نزهة مع حشد من ال ‘لا أحد‘ إلى الجبل, فلا مكان أنسب. 
الطريقة التي سيتجمع بها هؤلاء اللا أحد; أيديهم المتشابكة والمتعانقة; أقدامهم الكثيرة والمفصولة بخطوات دقيقة جداً وبذلاتهم الرسميّة.
نمشي غير عابئين بالعالم, وستمر الريح بإندفاع في أطرافنا وبين الفجوات التي تفصل أحدنا عن الآخر. وستكون حناجرنا حرّة بشكل مطلق في الجبل! إنها لمعجزة أننا لا ننفجر بالغناء!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسباب - لويس بورخيس

أربع قصائد للشاعر الفنلندي بو كاربيلان

البرج- قصة قصيرة من فنلندا