المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٦

إنتظريني- بابلو نيرودا

صورة
أيتها الشمس, أعيديني لقدري الجنونيّ ويا ندى الغابات أعيدي إليّ, عطر السيوف الفوّاحة التي تنزل علينا من السماء. أعيدي إليّ, الطمأنينة المكوّرة في الصخور, الندى المترامي على ضفاف النهر, رائحة أشجار الصنوبر, والرياح التي تعصف مثل قلب ينبض في حشد من الصنوبريات الخائفة, أيتها الأرض, أعيدي إليّ هداياكِ المُكلّلة بالنقاء, أعيدي إليّ: أبراج الصمت العالية التي أزهرت إحتفاءاً بجذورها, أريد أن أستعيد ذاتي, وأكون.. ما لم أستطع أن أكونه, وأن أتعلم, كيف أعود من أقصى الأعماق, من حيث كنتُ في حضن الطبيعة, وحينها, قد أنجو.. أو ربما لا هذا لا يهمّني, لا يهمني إن تحوّلت لصخرة, لصخرة داكنة, لصخرة نقيّة, يجرفها النهرُ بعيداً .

شظايا تحاول إخضاع الصمت- اليخاندرا بيزارنك

صورة
1 ما اللغة سوى سيدات وحيدات يغنين بعزلة بصوتي الذي اسمعه من بعيد. وفي مكان أبعد, عند الرمل الأسود, ترقد فتاة مع موسيقى الأجداد. أين الموت؟ أردتُ نوراً واضحاً في هذا الظلام, أردتُ أن تموت الأغصان في الذاكرة, أن تتمدد الفتاة على الرمل الأسود وتعشعشُ فيّي بقناع الذئب الذي ترتديه, القناع الذي لم تعد تحتمله, الذي طالما تسوّل اللهب, فتوهجنا سوية. 2 حين انجلى بلاط السقف عن بيت اللغة, وكفتّ الكلمات عن البقاء بعد أن الفظها, كانت النساء اللاتي يرتدين الأحمر قد فقدن أنفسهن بالأقنعة. اللاتي ,رغم كل شيء, سيتنفسن مجدداً بين الورود. الموت ليس مكتوماً, إني أكاد أسمع أغنية النائحين تُصلح شقوق الصمت. إني أنصت, وصوت بكاءك الجميل يعيد الحياة لصمتي الرمادي.  3 الموت قد أعاد للصمت سحره البديع. وأنا لن أقول قصيدتي, بل سأقولها, حتى لو أن قصديتي هذه (الآن, وهنا) لا تحمل أي مشاعر, ولا أي مستقبل.