المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

الأسباب - لويس بورخيس

صورة
غروب الشمس وتعاقب العصور, الأيام التي لم يكن فيها أحد, الماء النقي في حنجرة آدم, إنها جنة حقيقية. العين المفتوحة في الظلام, عادة الذئاب عند الفجر, الكلمة ذات الست أوزان, المرآة, برج بابل والكبرياء, القمر الذي حدّق فيه الكلدان, حبات رمل نهر الغانج اللامعدودة, جوانغ زو, والفراشة التي حلم بها, التفاحات الذهبية في الجزر, خطوات التجول في المتاهة, التموّج الأبديّ لثوب بينولوبي, لحظات الدوران عند الرواقيّين, قطعة معدنية في فم رجل ميّت, ثقل السيف في الميزان. كل قطرة في ساعة مائية, النسور والأيام التي لا تُنسى وفيالق الرومان, وجه القيصر في صباح معركة فرسالوس, ظلال الصلبان على الأرض, لعبة الشطرنج, وعلم الجبر الفارسيّ, آثار أقدام لهجرة طويلة, الممالك التي تغزو بسيوفها, البوصلة العنيدة, والبحر المفتوح, الساعة التي تردد صداها في الذاكرة, الملك الذي أُعدم بالفأس, الغبار الذي لا يُحصى والذي كان بالأساس جيشاً. صوت البلبل في الدنمارك، أحرف الخطّاط المتقنة, وجه المنتحر في المرآة, بطاقة المقامر الطامع بالذهب, شكل الغيمة في الصحراء. كلّ قطعة آرابسك في المشكال, ك

التوهّج- روبن مايرز

صورة
إننا نحفر الأرض بعمق يا نينا, إننا نمزقها لا نحاول إصلاح أي شيء. إننا نترنح في دوائر وننشد النور حيث لا وجود لأيّ نور. إننا نصوّب أسلحتنا لوجوه الناس الذين لا ننوي قتلهم وأحياناً نقتلهم. إننا نرمي رجالنا في جحيم الارتباط فيرموا بعضهم تباعاً حدّ التدمّي والانتفاخ. إننا نحرق السرطانات الحيّة، إننا نجلد الزناة ونحن زناة. إننا نسلخ الغزلان، ونغتصب القرابين من الأطفال. إننا نُهاجم المارة فيموتون على الفور, ونموت نحن على الفور. إننا نتلف أحداقنا بالليزر، ونحرق بساتين الجيران، ونشرّح أفخاذنا بالمشارط. إننا ندير ظهورنا للفتيات الباكيات كلّ يوم في أول شهر دراسي للصف الأول, لذلك سيتعلمنّ كيف يغادرننا. إننا نلد يا نينا، نلد دائماً دون إنقطاع. إننا نتلفُ حتى بشرتنا الميّتة ونفجّر الجبال كليّاً وننسى كلّ شيء, حتى الكلام تقريباً, ونقرر للآخرين حق العيش في بناية فاخرة, ونبني متاحف على أنقاض المجازر, ونخطو تجاه الغاية عابرين مستنشقي الغراء الذين يملأون الشارع. إننا نشمّ الغراء, ونثمل حتى نقول أشياء لا نقصدها. إننا نحشو أنابيباً في قصبات جدتي، ونح

إنك تلعبين كلّ يوم- بابلو نيرودا

صورة
إنك تتلاعبين بأنوار الكون كل يوم أيتها الزائرة الخفية، يا من جئتِ صحبة المياه والزهور. أنت أهم عندي من مجرد رأس أبيض أعتصره بقوة بين يدي مثل أي باقة ورد, أنت ما عدت تشبهين أحداً.. منذ أحببتك فدعيني أنثرك بين الأكاليل الصفراء وأخبريني؛ من أودع أسمك في رسالة دخانية لتتناثر بين نجوم الجنوب؟ أرجوكِ, دعيني أتذكرك من قبل أن توجدي, الريح تعوّي وتقرع نافذتي المغلقة بشكل مفاجئ, والسماء مثل شبكة مليئة بالأسماك المظلّلة التي ستطلقها الريح عاجلاً أم آجلاً وسينزع المطر عنها.. ثيابها أنت هنا.. آه.. لا ترحلي حدّثيني حتى الدمعة الأخيرة والتفي حولي بقدر ما يملأني الخوف حتى لو أن في عينيك يوماً قد سرح ظلٌّ ما, كلماتي الآن تمطر عليك, تمسدك, وما دمتُ أؤمن بأن الكون ملكك فسأجلب لك زهورا طيبة من أعلى الجبال, وتوتاً, وضبابا أسوداً, وسلالاً صدئة من القبلات, أريد فقط، أن أهديك شيئاً كالذي يهديه الربيع لشجرة الكرز. Pablo Neruda

اللامُنتهي- سويلا فورس

تتكلّم الأرقام ويهمسُ لي ليلُها. في تلاشي الكلمات يظهرُ الطريق الأدقّ للحقيقة, حيث لا وجود لنقطة نهاية لا أحاجي واستعارات, ولا أفكار مُبطّنة, فالأرقام, هي المسار الوحيد الذي يقودنا للأبديّة, هي المالك_اللامؤنث واللامذكّر_ للوقت, هي مُسافرٌ في الفضاء يمشي بسرعة صفة لغويّة ميّتة! ثُمّ أن الجنة تولدُ بعد فعل الصمت, أي تحديداً, بعد أن نُطهّر ألسنتنا ! Zoila Forss

التعليم- تشارلز بوكوفسكي

صورة
على ذلك المقعد الصغير المتسخ, تولّد عندي إلتباس بين كلمتي "الأغنية" و "الأشارة" لم أدرك لماذا لكن "الأغنية والإشارة" كانتا تزعجاني تعلّم الآخرون أشياء جديدة ومضوا في حياتهم, وأنا جلست هناك أفكر: "الأغنية" و "الإشارة" كان هناك شيئاً لم أفهمه بعد ولّد عندي ألم حادّ في بطني, كان لمعلمتي وجه عبوس, مغطى بمساحيق التجميل يبحث عن نقطة ما, طلبت من أمي الحظور بعد الضهيرة جلست معهم في الغرفة وكانوا يثرثرون, "إنه لا يتعلم أي شيء"! قالت المعلمة لأمّي "أرجوك أعطهِ فرصة" يا سيّدة سيمس! "إنه لا يحاول حتّى"! يا سيّدة تشيناسكي بكت أمّي, جلست المعلّمة وحدّقت فيها لبضعة دقائق, ثم قالت: "حسناً.. حسناً, لنرى ما يمكننا فعله" ثمّ مشيت مع أمّي, مشينا أمام المدرسة كان هناك عشب كثير فانعطفنا إلى الرصيف, "يا هنري" قالت, "أبوك مُحبط بسببك" أبي, ردّدت في ذهني, أبي.. أبي.. وأبي, هكذا إنسابت الكلمات, قررت فجأة, ألا أتعلم شيئاً في تلك المد

أغنية (شكراً للحياة) من فولكلور أمريكا اللاتينية

شكرأ للحياة  لقد أعطتني الكثير أعطتني نجمتين حين فتحتهما وببساطة, تبين عندي الاسود من الابيض وخلال السماء الممتدة وستارتها المرصعة بالنجوم وخلال الزحام كان هناك من أحبّ. شكراً للحياة التي أعطتني الكثير, كانت تسجل كل الاصوات حولي صباحاً ومساءاً, صوت الصراصير والكناري صوت المطارق والطواحين والقرميد والعواصف وصوت محبوبي الرقيق. شكراً للحياة التي أعطتني الكثير, أعطتني الصوت, أعطتني الأبجديّة, التي خلقت وأعطت المعنى لكلمات: أم.. صديق.. أخ والضوء يتلألأ على الطريق الذي يفضي لروح من أحب. شكراً للحياة التي أعطتني الكثير, أعطت خطوات لقدماي المتعبتان قدماي اللتان عبرت بهما مدن برك ووديان وصحاري سهول وجبال عبرت بهما بيتك وشارعك وحديقتك, شكراً للحياة التي أعطتني الكثير, أعطتني هذا القلب الذي يرتجف في مكانه حين أرى ما يصنعه البشر, حين أرى كم هو بعيد الخير ع الشر, أو حين أنظر بعمق إلى عينيك. شكرأ للحياة التي أعطتني الكثير, أعطتني الضحك والدموع اللذان ادرك من خلالهما الحزن والسعادة الشيئان اللذان يغذيان اغنيتي هذه واغنيتك التي هي ايضاً, اغنيت