إنتظريني- بابلو نيرودا
أيتها الشمس, أعيديني لقدري الجنونيّ ويا ندى الغابات أعيدي إليّ, عطر السيوف الفوّاحة التي تنزل علينا من السماء. أعيدي إليّ, الطمأنينة المكوّرة في الصخور, الندى المترامي على ضفاف النهر, رائحة أشجار الصنوبر, والرياح التي تعصف مثل قلب ينبض في حشد من الصنوبريات الخائفة, أيتها الأرض, أعيدي إليّ هداياكِ المُكلّلة بالنقاء, أعيدي إليّ: أبراج الصمت العالية التي أزهرت إحتفاءاً بجذورها, أريد أن أستعيد ذاتي, وأكون.. ما لم أستطع أن أكونه, وأن أتعلم, كيف أعود من أقصى الأعماق, من حيث كنتُ في حضن الطبيعة, وحينها, قد أنجو.. أو ربما لا هذا لا يهمّني, لا يهمني إن تحوّلت لصخرة, لصخرة داكنة, لصخرة نقيّة, يجرفها النهرُ بعيداً .