إبن الكيميرا- لينا كرون (قصة قصيرة)

ولدتُ, ليس لأن أحداً أراد للأمر أن يحدث, ذلك أن أحداً لم يؤمن بأمكانية حدوثه, فأمي بشرية وأبي كيميرا, كان من أوائل الكائنات التي هُجّنت من عدّة أنواع.
صورة واحدة فقط باقية له وهي ليست فوتوغرافية, بل صورة بالألوان المائية كانت قد رسمتها أمّي, يجلس فيها أبي على أريكة حاملاً كتاباً وواضعاً برقة حافراً فوق الآخر. أحبّ تصفّح الكتب المصورة حسب ما تقوله أمّي, حيث أنه لم يتعلم القراءة قطّ. في الصورة يرتدي معطفاً ازرقاً أنيقاً بدون بنطال وطبقة فرو رماديّة ثخينة تغطّي ساقيه الصلبتين وصولاً إلى الحوافر, وتنحني قرون صغيرة على جبهته المحدّبة. يلفت النظر لوجهه تلك العينين المدورتين الصفراوين, فمه الواسع على نحو استثنائيّ, ذقنه الصغير وانفه المسطّح والضخم بشكل يثير الدهشة.
تظهر الغابة من خلال النافذة خلفه, وفي الأعلى القمر محمراً وكأنه ينزّ دماً. ولو أنك نظرت بشكل أقرب للصورة ستلاحظ أن الكتاب بين يدي هوكان يحمل صورته نفسها وفيها ينظر إلى الكتاب بذات ضوء القمر.
لم تكن الواجبات المدرسية تثير انتباه أمّي وهو ما كان مخيباً لآمال جدّتي التي كانت قاضية في المحكمة العُليا. كانت عمتي دائماً ما تقول أن أمي تفتقر إلى المثابرة. ولكن بكل الأحوال كانت دائماً تعمل وتعيل نفسها دون مساعدة أحد. تركت أمّي المدرسة وحاولت دخول كلية الفنون ثلاث مرات لكنها رُفضت في كلّ مرة, لكنها لم تفقد شغفها بالرسم. لاحقاً اعتاشت من خلال وظائف مؤقتة كالتنظيف في مؤسسات مختلفة والعمل كمساعدة للاسكافيّ في دار الأوبرا ثم انتقلت لمطبخ الابرشية المركزيّ ومن وقت لآخر عملت لتسيير أعمال متحف المدينة.
التقت بأبي في هايدرا, مختبر المؤسسة الدولية لتكنولوجيا الجينيات, حيث حصلت هناك على عمل لمدة شهرين. كانت تعمل هناك كمنظفة وفي بعض الأحيان تطعم حيوانات المختبر.
-هل أعجبك هايدرا؟ سألتُها.
’كان واحداً من أفضل الأماكن التي عملتُ فيها’  قالت أمّي ’حتى المنظفون كانت تتم معاملتهم كبشر, كما أن المبنى كان حديثاً وفسيحاً, كان هناك الكثير من العاملين ورغم ذلك كنت احصل على راتب معقول جداً. كنتُ سعيدة لتنظيف غرف حيوانات المختبر خصوصاً بعد أن تمكنت من عمل ذلك بمفردي. بعد الساعة الخامسة يكون المكان هادئاً ومضيئاً, تكون الكيميرا قد أُطعمت لتوها وغط بعضها في النوم بسرعة بسبب إعطاءها مهدئات ما بعد التجارب المخبرية. الصوت الوحيد الذي تسمعه هو صوت مراوح أجهزة الكومبيوتر ومن وقت لآخر صوت هدر من أنابيب الصناديق التي تحفظ الأجنّة.’
-أخبريني شيئاً آخر عن أبي. طلبتُ منها.
’والدك, هوكان, لم يكن الكيميرا الوحيد في المختبر, كان هناك بالفعل العشرات منهم حين ولِد, لكن أغلبهم كانوا مركبين من نوعين فقط. هاكان كان حالة خاصة, فهو أول كيميرا يتم تهجينها من أربعة أنواع: شمبانزي, ذئب, ماعز وإنسان.
’ستتذكر أن العلماء تمكنوا من زراعة عشرون ألف من أصل ثمانون ألف جين بشريّ في هوكان, وبقيّة الجينات كانت من الأنواع الثلاث المتبقّية بنسب لم اتمكن ابداً من إدراكها.
’في وقت قريب من الأحداث التي أدّت لولادتك, لم يعد هناك أي جديد بخصوص الكيميرا المتعددة, فقد كانت هناك الكثير من الهجينات المركّبة من سبع أنواع من ضمن كيميرات المختبر التابع ل هايدرا.’
’لكن هوكان كان الكيميرا الأقدم في المختبر آنذاك, حتى أنه سُجّل كبراءة إختراع. كان المفضّل في المختبر, ليس لكونه براءة اختراع فحسب, بل كذلك لكونه كيميرا مؤدب ومطيع. لكن في الوقت الذي وصلتُ فيه للهايدرا وبدأت العمل كمنظفة ومُعتنية بالحيوانات, لم يكن هوكان الكيميرا التي تثير انتباه أحد بعد الآن, كما لم يعد فتياً حينها. الوقت الوحيد الذي كان يلقى فيه الإهتمام كان في حالات التجارب المنظمة أو في الفحوصات الدوريّة.’
’أحببت تواضعه وحزنه, وأحياناً نظرته الشمبانزية المفعمة بالحيويّة. كانت قزحتا عينيه صفراوتين, وحين يتسع بؤبؤآه _بسبب تأثير المخدّر_ تبدو نظرته أكثر عمقاً وغموضاً. غالباً, بعد إطعام الكيميرات, كنتُ اتمشى في المختبر, امسّد اطراف هوكان الصوفيّة وهو يبادلني بأن يحكّ رأسه الكبير بساعدي الابيض الذي كان مكتنزاً وقتها. قبلها بفترة طويلة, كانت قد نمت بيننا علاقة صامتة ومتينة للغاية.
’كان لهوكان حاسة سمع جيّدة, لكن العلماء ومساعديهم في مختبر الحيوانات لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كان يفهم شيئاً من لغة البشر. كان هناك في وقت ما أمل بقدرته على استيعاب اللغة, ففي وقت أبكر تعلّم كيف يتفاعل مع سماع إسمه وفهم بعض الأوامر البسيطة مثل كلب, لكنه ورغم دروس علاج التلفّظ المنتظمة لم يتعلم الكلام أبداً. الأصوات التي كان يصدرها كانت مزيجاً من أنين وثغاء وعواءات غريبة والتي تصبح أكثر حدّة كلما حان موعد تناول الطعام.
-إنه عواء ذئب. إعتادوا قول ذلك.
’كان يمشي على قدمين ببعض الصعوبة, ذلك أن لهاكان حوافر ماعز كما تعرف, وكانت اطرافه الأمامية, من جهة أخرى, ذات ثلاث أصابع وملساء تقريباً وكان يستخدمهما بمهارة عالية. كانت لديه خصلة صغيرة من الذيل, وعدا طرفيه الأمامين, يغطى معطف سميك من فرو الذئب من حافريه وحتى رأسه الشمبانزيّ المحدّب. لم يقلْ أحد بأنه جميل رغم ما كانت عليه قرونه الملتوية من حُسن. كانت فيه اجزاء غير طبيعية كبشر وهي: جزء من انفه وكتفيه وعظمتي كتفه الخلفيّتين. في القفص كان يمضي هوكان معضم يقظته على الإرجوحة.
’كان الجميع على دراية بأن عمر هوكان قارب على النهاية وأنه ببلوغه العشرين ستكون الحقنة الأخيرة في إنتظاره.
’كان من الصعب عليّ إحتمال هذه الأفكار, عملي في هايدرا كان مؤقتاً وفكرت بأني بغياب هوكان ليس لي ما أفعله هناك. لم أكن قد خططت شيئاً لكن شاء القدر أن تحين لحظة ما أقوم فيها بالتدخل في مصير هوكان وتكون حياتي على وشك أن تتغير كذلك.

’في آخر يوم لي في هايدرا كان هوكان مستيقظاً وكان يتبعني بنظراته دون انقطاع.  حين مررت اصبعي بين الأسلاك لأمسّد جبهته تفاجأت بأن الباب ليس مغلقاً بل وكان مفتوحاً بشكل جزئيّ, أحد العاملين في المختبر كان مهمِلاً.
’فتحت الباب أكثر لأتمكن من التربيت على هوكان, لكنه استغل الفرصة وتسلّق خارج القفص
-لماذا تفعل ذلك؟ سألت والدك.

-ألم تحاولي إرجاع والدي إلى القفص؟ سألتها.
’لا, لم أفعل, ظننت أني امنحه فرصة جيّدة ليتمشى قليلاً في الغرفة, فأقفاص المختبر لا تحتوي على مساحات كافية داخلها.
’كما أخبرتك سابقاً, كان والدك لا يحسن التصرف بطريقة صحيحة, لكن ببعض الحماس وبمساعدة طرفيه الأماميين تمكن من الوقوف وتسلّق الحاضنة. إنزلقت حافريه على البلاط الاملس لجدار المختبر ثم انقلب واخذ يأن بطريقة مثيرة للشفقة. أخذته بين يديّ وعند تلك اللحظة شعرت بدفئه وثقله قرب صدري, كما  أخترقت رائحته الغريبة والنقية أنفي, وشعرت حينها بأني لا أريد الأبتعاد عن هوكان ابداً. هوكان لم يكن يعني شيئاً لأحد في هذا العالم وكنت أنا وحدي من يلقي له بالاً. كيف كان بالإمكان أن اقاوم تأثيره أو أن اتخلى عنه؟
-بعبارة أخرى, قمتِ بسرقة أبي؟
’صحيح, لففته ببطانية ثم حملته مثل حقيبة ظهر في ذلك المساء في صخب الشارع المؤدي إلى شقتي الصغيرة. كنت اشعر بانفاسه الخفيفة عند رقبتي وخدّي, وغطّى دفئه الوديع كامل جسدي. كان يزن قرابة الثلاثين كيلو وكان عليّ أن ارتاح من حمله بين وقت وآخر. لم آطلب تاكسي كما لم اجرؤ على استقلال الباص خوفاً من أن يبدأ هوكان عويله ويلفت الانتباه.
-يمكنك أن تنام هنا. قلت له حين وصلنا للمنزل.
’صنعتُ له سريراً في حوض الاستحمام خوفاً من أن يزورني أحد الأصدقاء ولن يكون عندي حينها متّسع من الوقت لاخفاءه. صراحةً كنت أعيش حياة منعزلة لدرجة غير محتملة.
-ألم يستفقده أحد؟ سألتُها.
’تلقيتُ اتصالاً هاتفياً واحداً, كان مساعداً في المختبر وسألني إن كنت اعرف أي شيء بخصوص كيميرا هارب, نفيت الأمر بالطبع, ولم أتلقَ شيئاً بعد ذلك. لقد نسوني ونسوا هوكان وكأنه لم يوجد أصلاً.
’بدأنا نعيش حياة خاصة بنا, كان بيتنا هادئ ومتآلف, تحدثت كثيراً إلى هاكان وهو بدأ يفهم كلامي يوماً بعد يوم كما صرت قادرة على إطلاق أصوات متميزة لمناداته وبعد فترة كان بإمكانه إعطائي بضع الأجوبة البسيطة. كان أحياناً يضاعف المقطع الأول من كل كلمة, مثلاً الماء: ما- ما, النوم: نو- نو, كذلك تعلم أن يبتسم فتلتمع أنياب الذئب التي في فمه. أدركتُ أن وعيه وقدرته على الاستيعاب والنمو قد تم التقليل منهما بشكل كبير خلال حياته القصيرة هذه.
’رأيت فيه روحاً قديمة محشورة بهذا الجسد المسخ, مزيج من اجزاء الانسان. كيف بالإمكان أن يُغتفر لنا ما فعلنا به؟ ورغم ذلك تبقى حقيقة أن لولا ما فعلوه لما كان قد وُلِد, ولا أنت كذلك.
’تعلم تناول الطعام على الطاولة لكنه لم ينجح كلياً في تعلم استعمال الشوكة والسكين, ولأنه كان صغيراً للغاية أحضرت له كرسياً أعلى . في المساءات إعتدنا أن نستمع للموسيقى أو أن اقرأ له بصوت عالٍ. كان والدك يحبّ موسيقى ليدر لشوبيرت كثيراً لدرجة أنه كان يدخل في نشوة نصف واعية, وهو أمر كان يقلقني بعض الشيء.
’كذلك كنت اقرأ الشعر له, كانت مفتوناً بهذه الأبيات التي كنت اقرأها كل مساء قبل النوم فأصبح أحد طقوسنا:
ما هذا الشيء, أيها الحب,
يدخل للقلب من العيون
ومن مكانه الصغير هناك يتفشى,
وماذا لو فاض علينا؟
’في كل مرة اتذكر هذه السطور أرى عينيّ والدك أمامي, وكيف تتناوب فيهما البهجة والمآسي.
’على التلفاز كنا نتابع سلسلة محاضرات وبرامج للأطفال ولم نشاهد المسلسلات البوليسية ابداً. حكيت لهوكان عن حياتي, عن  أبي وأمي, أخوتي وأخواتي, جميعهم اولئك الذين حصلوا على حياة أفضل مني, أخبرته كيف أني فشلت في امتحانيّ الرياضيات واللغة, كيف كان عليّ إعادة الدروس مرة أخرى وعن محاولاتي في اتباع رجيم غذائيّ والوظائف الكثيرة التي حضيت بها. حكيت له عن عشيقي الوحيد ,وكان محاسباً عادياً, الذي فضّ بكارتي وعاملني بطريقة سيئة للغاية حتى أن العلاقة لم تدم سوى اسبوعين.
’أحسستُ بالخزي والعار أمام والدك وبكيتُ على خيبتي, كان يسمعني بهدوء ويذرف دموعاً حارة معي.
’أخذته ليلاً إلى سريري لينام معي. عرّت عيناه قلبي: إن حبّاً مقدّساً ومتفانياً انساب إلى حياتي المسكينة هذه. منذ المحاسب لم أكن قد نمت مع أي رجل, لكني مع هوكان لم أخف أي شيء. تعانقنا رويداً رويداً, لم أكن حينها منزعجة من حافريه ولا من رائحته الحيوانية.
’حملي من هاكان كانت صدمة بالطبع, لم أفكر حتى بإمكانية أن ينتج حمل عن علاقتنا.
-ألم تفكري بالإجهاض؟
صمتت أمي للحظات طويلة قبل أن تعترف بتفكيرها بالأمر.
’لكن للحظة, حين استوعبت فكرت أني سأصبح أماً, ابتهجت ورقصت من الفرحة.
"لكن والدك لم يركَ قطْ, فقد مرض حين كنتُ في شهري الثالث. كنت سأصطحبه للمستشفى لكنه رفض ذلك. أدركت أن وقته قد اقترب حقاً, لقد عاش والدك حياته القصيرة. في أسابيعه الأخيرة توقف هاكان عن تناول الطعام كلياً, لقد تحول بشكل رهيب باتجاه النهاية, فلم يكتفِ بأن صار شبيهاً للغاية بالبشر, لكنه صار ملائكياً وأقرب لأن ينزلق إلى الموت.
’توفي في صباح ما من يوم الأثنين, كان يوماً ممطراً. اتسعت حقيبة كبيرة لجسده, استأجرت مجرفة وطلبت تاكسياً وانطلقنا شمالاً. أنت تعرف أين توقفنا يومها, حيث حفرت لأبيك قبراً لوحده في غابة نائية.
’عندما حان موعد ولادتي حجزت في مستشفى خاصة, فكما تعرف كنت في وضع حرج حينها. أخبرت القابلة وأخصائية الولادة ما الذي ينتظرهم. وُلِدتَ بعد جهد كبير بعملية قيصريّة, وعدني الدكتور أنه لن يبوح بأي شيء حول أصولك الشاذّة.
إذاً ولدتُ, كهجين أيضاً, كمسخ مثلما سيقول الكثير من الناس. إن في داخلي نسبة بشرية أكثر من تلك التي كانت عند والدي, وكذلك هناك نسب لا بأس بها من خليط الشامبانزي والماعز والذئب. لا أحبذ كثيراً النظر للمرآة لكني مبتهج من كوني على قيد الحياة. أنا وأمي نعيش خارج المدينة في مقصورة مستأجرة في أرض تابعة لبيت ريفيّ. في طفولتي كنت أركض وأرعى في الحقول بحريّة, أميّ تعلمت كيف تستحلب ,وعند الحاجة, كانت قادرة على العمل كحلّابة.
يقع قبر أبي في غابة مهجورة, حيث لا يعرف بالأمر سوانا. كانت أمي قد زرعت هناك أذن الفأر والخشاخش الشرقية. من وقت لآخر ننظف شتلات الصفصاف حتى يبقى المرج منخفضاً, وفي أفضل أيام الصيف نقوم برحلة إلى هناك مع زجاجة نبيذ وخبز وتفاح في سلتنا.
حياتنا هادئة كما كانت حياة أمي مع هوكان, كما أنها اطلقت عليّ اسم هوكان كذلك. لم أكن اخرج كثيراً خلال النهار لأن وجودي يثير الكثير من الانتباه, حتى أني لا أستطيع الخطو داخل الزريبة دون أن تضطرب الأبقار. لا يمكنني التفكير باليوم الذي تموت فيه أمّي, واتمنى أن يكون عمري قصيراً مثلي أبي فلا أضطرر لمواصلة الحياة دونها.
لم يكف جمال العالم عن ابهاري, فأنا املك حواساً وحساسية أكثر من البشر, حاسة شمّي حادّة كما الذئب واتسلق بخفة شامبانزي, فلم قد لا أكون راضياً عن قدري _رغم أنه ليس بالسهل_.
اؤمن بأن عصراً قادماً لن يكون فيه ما يسمى بالإنسان والثدييات الأخرى, حيث سيتم تهجين الأنواع وتشكيلهم بمجاميع لا نقوى اليوم على تخيّلها, ستكون حوسنا أشدّ, سنرى ألواناً جديدة وسنسمع أصواتاً هي الآن مجرد صمت أخرس. وحينها سنعرف ونشعر ونفهم ونبتهج أكثر مما نفعل الآن.
أنا وبابا نعتبر روّاد المستقبل, سيأتي اليوم الذين نكون فيه متساوون جميعاً, ربما بعد ملايين السنين أو حتى بلايين, لكني لا اشكّ بقدومه.
حل المساء: غادرت غرفتي وفتحت باب الحديقة دون أن أصدر صوتاً, حين أتذكر أني ماعز لا ارغب بشيء سوى أن اهيم على وجهي في المروج, وحين تغلبني طبيعتي من جزءي الذئب اركض في الغابة الموغلة وتنطلق اصوات غريبة من حنجرتي وارقص بمفردي, وأحياناً أختفي لأسابيع حين ارغب بأن أكون شمبانزي فأتسلق الاشجار العالية واجلس على سقيفة منزلنا, أنظر للسماء بدهشة حيث تبرق النجوم وأنا أهمهم لنفسي وانقر بحوافري على سطح الصفيح.

يتداول السكّان المحليّون كلاماً غريباً, بأنه تم العثور على حمل مقطّع إلى إرب في المرج لكن آثار الاسنان التي وجدوها عليه بشريّة. حدّقت بي أميّ طويلاً, كانت نظرتها مليئة بالجزع.

لا يمكنني العثور على من يشبهني.   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرج- قصة قصيرة من فنلندا

أربع قصائد للشاعر الفنلندي بو كاربيلان

المربّية- قصة قصيرة للكاتبة الفنلندية مينا كانت