التعليم- تشارلز بوكوفسكي
على ذلك المقعد الصغير المتسخ,
تولّد عندي إلتباس بين كلمتي
"الأغنية" و "الأشارة"
لم أدرك لماذا
لكن
"الأغنية والإشارة"
كانتا تزعجاني
تعلّم الآخرون أشياء جديدة
ومضوا في حياتهم,
وأنا جلست هناك
أفكر:
"الأغنية" و "الإشارة"
كان هناك شيئاً
لم أفهمه بعد
ولّد عندي ألم حادّ في بطني,
كان لمعلمتي وجه عبوس,
مغطى بمساحيق التجميل
يبحث عن نقطة ما,
طلبت من أمي
الحظور بعد الضهيرة
جلست معهم في الغرفة
وكانوا يثرثرون,
"إنه لا يتعلم أي شيء"!
قالت المعلمة لأمّي
"أرجوك أعطهِ فرصة"
يا سيّدة سيمس!
"إنه لا يحاول حتّى"!
يا سيّدة تشيناسكي
بكت أمّي,
جلست المعلّمة وحدّقت فيها
لبضعة دقائق,
ثم قالت:
"حسناً.. حسناً, لنرى ما يمكننا فعله"
ثمّ مشيت مع أمّي,
مشينا أمام المدرسة
كان هناك عشب كثير
فانعطفنا إلى الرصيف,
"يا هنري" قالت,
"أبوك مُحبط بسببك"
أبي, ردّدت في ذهني,
أبي.. أبي.. وأبي,
هكذا إنسابت الكلمات,
قررت فجأة,
ألا أتعلم شيئاً
في تلك المدرسة,
مشت أمّي بصمت جانبي,
كانت لا شيء
وكان عندي ألم حادّ في بطني
حتى الأشجار
التي كنا نمشي أسفلها,
بدت أقلّ من أشجار
وأكثر من أيّ شيء آخر!
Charles Bukowski
تعليقات
إرسال تعليق