إنك تلعبين كلّ يوم- بابلو نيرودا
إنك تتلاعبين بأنوار الكون كل يوم
أيتها الزائرة الخفية،
يا من جئتِ صحبة المياه والزهور.
أنت أهم عندي
من مجرد رأس أبيض
أعتصره بقوة بين يدي
مثل أي باقة ورد,
أنت ما عدت تشبهين أحداً.. منذ أحببتك
فدعيني أنثرك بين الأكاليل الصفراء
وأخبريني؛
من أودع أسمك في رسالة دخانية
لتتناثر بين نجوم الجنوب؟
أرجوكِ,
دعيني أتذكرك من قبل أن توجدي,
الريح تعوّي
وتقرع نافذتي المغلقة
بشكل مفاجئ,
والسماء مثل شبكة
مليئة بالأسماك المظلّلة
التي ستطلقها الريح
عاجلاً أم آجلاً
وسينزع المطر عنها.. ثيابها
أنت هنا.. آه.. لا ترحلي
حدّثيني حتى الدمعة الأخيرة
والتفي حولي
بقدر ما يملأني الخوف
حتى لو أن في عينيك يوماً
قد سرح ظلٌّ ما,
كلماتي الآن تمطر عليك,
تمسدك,
وما دمتُ أؤمن بأن الكون ملكك
فسأجلب لك زهورا طيبة من أعلى الجبال,
وتوتاً,
وضبابا أسوداً,
وسلالاً صدئة من القبلات,
أريد فقط،
أن أهديك شيئاً
كالذي يهديه الربيع لشجرة الكرز.
Pablo Neruda
تعليقات
إرسال تعليق