قصيدة للشاعرة البيروفية روكسانا كورّيا

كانت إحدى صباحات مايو
يوم تركت العائلة المقدسة إبنها
ليرحل.

وكان ضباط الهجرة
والصفعات الباردة
وسقف المحطة الملتهب
والقطار عند جانب المحطة
_الجانب الذي يفصلهما_,
كانوا قد جعلوا رحيله أسهل.

شالوم.. شالوم
سمعتهم يقولون.

لم يكن هناك مدير
ولا حفلة موسيقية للحيوانات
لم تكن هناك نجمة،
لم يكن هناك ملكاً لنعانقه
أو ليُرشد الأبن الوحيد.

تستلقي العائلة على مقعد بارد
في محطة زيوريخ.
حقائب ظهرٍ ثقيلة
مشوشّة مثله.

بحثتُ بين الارشادات المكتوبة عن الشمس.
أهملتُ ومضات الضوء
وشرعتُ برسم صورة جديدة
عوضاً عن المحطة،
لتصبح أشبه بالخيبة والنسيان.

أضواء القطارات
والخواء المتواصل
والهوة العارية للنفق،
التي أعادتني للحظة دخول المحطة
الشبيهة بفردوس الأمومة.

ساعة الأب لا تعلن أيّ شيء
والساعات لا حيلة لها أمام الجدران
التي, وحده الأبن, من شيّدها.

هو الذي تعلّم بناء الجدران,
هل سيكون بإمكانه هدمها؟

همهمة,
أغنية جوقة آسرة.
كأني سمعتها تردّد:
شالوم.

هناك دوماً جوقة
أو فكرة منطقيّة
تلك التي تنزلق مثل سقوط العدوّ في الدم.
هناك دوماً منزلاً سيُهدم
وهدفٌ سوف يُصوَّب.

لم توقِف العائلة المقدّسة إبنها
فقط تركته للرحيل.
هذا شيء عليّ قوله
من جهة المحطة الأخرى,
التي تجعل من الخراب نسياناً أسهل.

Photo: Lindén Montes ©

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسباب - لويس بورخيس

قصيدة أنا شجرة- للشاعرة البيروفية زويلا فورس