إبن الكيميرا- لينا كرون (قصة قصيرة)
ولدتُ, ليس لأن أحداً أراد للأمر أن يحدث, ذلك أن أحداً لم يؤمن بأمكانية حدوثه, فأمي بشرية وأبي كيميرا, كان من أوائل الكائنات التي هُجّنت من عدّة أنواع. صورة واحدة فقط باقية له وهي ليست فوتوغرافية, بل صورة بالألوان المائية كانت قد رسمتها أمّي, يجلس فيها أبي على أريكة حاملاً كتاباً وواضعاً برقة حافراً فوق الآخر. أحبّ تصفّح الكتب المصورة حسب ما تقوله أمّي, حيث أنه لم يتعلم القراءة قطّ. في الصورة يرتدي معطفاً ازرقاً أنيقاً بدون بنطال وطبقة فرو رماديّة ثخينة تغطّي ساقيه الصلبتين وصولاً إلى الحوافر, وتنحني قرون صغيرة على جبهته المحدّبة. يلفت النظر لوجهه تلك العينين المدورتين الصفراوين, فمه الواسع على نحو استثنائيّ, ذقنه الصغير وانفه المسطّح والضخم بشكل يثير الدهشة. تظهر الغابة من خلال النافذة خلفه, وفي الأعلى القمر محمراً وكأنه ينزّ دماً. ولو أنك نظرت بشكل أقرب للصورة ستلاحظ أن الكتاب بين يدي هوكان يحمل صورته نفسها وفيها ينظر إلى الكتاب بذات ضوء القمر. لم تكن الواجبات المدرسية تثير انتباه أمّي وهو ما كان مخيباً لآمال جدّتي التي كانت قاضية في المحكمة العُليا. كانت عمتي دائماً ما تقول أن أمي