التمشي مساءاً- قصيدة (تشارلز سيميك)




إنك تُنصتين لأفكاري أيتها الأشجار,
تنحنين على الطريق الذي أمشيه
وعلى هذا المساء الصيفيّ,
إنّ كل واحدة منكنّ سلّم
يهبطهُ الليل ببطء.



وأوراق الاشجار مثل شفاه أُمّي,
مرتعشة أبداً, لا تقرّر أي شيء.
هناك الرياح
التي تشبه أصواتاً مسموعة,
أو فماً مليء بالضحكات المكتومة,
فم ضخم أسود يسعنا جميعاً,
أغلقتهُ يد ما فجأة.



كلّ شيء ساكن,
ضوء مساءات أخرى يتمشى في المكان,
مساءات طويلة قديمة: لفساتين طويلة,
لأحذية مدبّبة,
لعُلب سيجار فضيّة.
كم أنت سعيد أيها القلب,
حين تلهثُ وراء ظلالهم المُتجمّدة.



السماء لا زالت زرقاء,
وطيور المساء تُشبه الأطفال:
لا يحضروا للعشاء,
أطفال ضائعون
يهمسون بالأغاني لأنفسهُم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسباب - لويس بورخيس

أربع قصائد للشاعر الفنلندي بو كاربيلان

البرج- قصة قصيرة من فنلندا